Sunday, November 11, 2007

الباحثة عن ذاتها

مريم طالبة جامعية ، في ريعان شبابها ، تتمتع بأصدقاء ليس لهم مثيل و بعلاقات اجتماعية ناجحة مع الجميع ، فالكل يحبها و الجميع يشعر إنها أخت لهم قبل أن تكون صديقة ، و لكنها مشتّتة .........ء
فهي دائماً تسبق سنها و لا تحبذ النظر تحت قدميها ، فهي تنظر إلى ما هو أبعد عن ذلك بكثير ، فهي طموحة و لكنها تدور حول نفسها في دائرة تدور بها مع من حولها ... فهي تائهة
تتمنى أن تتحد مع ذاتها ومع الواقع لتكوّن جبهة قوية تواجه بها الحياة ، فهي تتمنى أن تنطلق عملياً فهي تؤمن أن الاستقلالية و العمل هما جوهر السعادة و هما مفتاح الطموح ، ولكنها لا تعلم من أي مجال تنطلق؟

هي تتمتع بمميزات جيدة إلى حداٍ ما ، فهي نشيطة ، متحملة للمسئولية ، مجتهدة ، لها علاقات اجتماعية جيدة ، طموحة و دخلت في مجالات متعددة و لكنها لم توفق في معظمها تقريباً بغض النظر عن الأسباب ، فالنتيجة واحدة وهي الفشل ، و التحقت بعد ذلك بمهن مختلفة منها ما هو الجيد مادياً و منها ما هو الجيد اجتماعيا ، إلا إنها لم تجدها بعد
فلم تتحد مع ذاتها حتى بعد كل ذلك !؟

هي تتمنى أن يكون لها مجالها الذي تحبه و الذي تتخصص فيه و تنطلق و تتمكن منه و يكون سندها في شخصيتها إلا إنها لم تجده بعد

و على الرغم من ذلك فالجميع ينظر لها على إنها شخصية جيدة ومميزة و مجتهدة و ناجحة و لها مستقبل رائع و إنها إنسانة من الصعب أن تجد مثلها حالياً ، إلا إنها لا ترى نفسها كذلك
فما أصعب شعورها بنجاحها عندما تراه في أعين الناس و لا تشعر به بنفسها

ولكنها تشعر في داخلها بأنها ستصل في يوماً من الأيام إلى ما تتمنى ، ولذلك فهي لا تتوقف عن السعي و لن تتوقف ، ولكن يؤرقها كثيراً سؤال لا يفارق ذهنها ، وهو

هل ستصل في يوماً ما إلى ما تتمناه كما تشعر بداخلها أم إنه مجرد شعور خيالي توهم به نفسها و ستظل تبحث عن ذاتها إلى الأبد !؟