Friday, December 14, 2012

رحلتي الأولى إلى غزة وأشيق 48 ساعة


الأمر ليس وليد اليوم ولكنه قديم ... أذكر اني أيام الدراسة الإعدادية والثانوية العامة مثل الكثيرين خرجت في مظاهرات ضد إنتهاكات إسرائيل مع الفلسطينين وتوجهت من خلال هذه المظاهرات إلى مقر السفارة الاسرائيلية ... وأذكر اني في أحد المظاهرات رأيت احد الشباب يحمل علم ما يطلق عليها إسرائيل ... ويبحث عن ولاعة لإشعاله... ذلك المشهد المألوف الذي نراه كثيرا في مثل هذه المواقف ... بحثت عن ولاعة بحماسة واشعلت العلم بيدي ... وحدث ان سقطت احد أجزاءه البسيطة المشتعلة على معصم يدي اليسرى وتركت اثر بسيط حتى اليوم ... لم تنتهي الخسائر عند هذا الحد ... بعد ان سقط العلم على الارض انقض عليه الكثير بأقدامهم كنوع من تفريغ الطاقة العدائية تجاه هذا الكيان الصهيوني ... وجدتني اندفع مثلهم تماما ولكني كنت مختلف عنهم ... كنت ارتدي في قدمي كوتشي وليس  حذاء ... مما ادى إلى التصاق العلم وهو يحترق بالكوتشي ... وخرجت بهيكل كوتشي وليس كوتشي من هذا الموقف ... 

كنت اشعر بحماسة قوية تجاه القضية الفلسطينية منذ الصغر مثل الكثيرين ... واستمرت معي ... عشقت الأغاني العربية التي دونت ووثقت مأساة فلسطين وشعبها مثل أغنية الحلم العربي ... ثم الضمير العربي ... سمعت عن القضية بفهم ووعي لاول مرة من الداعية الإسلامي المميز الذي احبه كثيراً د.عمرو خالد ... وتناوله لقضية الاقصى كان مميز جدااا وشامل ... تناول لماذا نهتم بهذه البقعة من الارض وما قيمتها وقيمة المسجد الاقصى ومن احق به؟؟؟ وتناول وصحح المزيد من الشبهات حول القضية الفلسطينية ... وختم الموضوع بصفات جيل التحرير وكيف ان قضية الاقصى جديرة بأن تكون هدف يحيا الانسان في سبيله وأكد على ان الطريق الحق لنصرة القضية ليس في الرغبة المتحمسة المتهورة للجهاد بالنفس على ارض فلسطين ... فرغم سمو الجهاد بالنفس ولكن ارض فلسطين ليست في حاجة لهذا النوع من الجهاد في هذا التوقيت ... فهي في حاجة لأنواع أخرى من الجهاد ... يبدا من جهاد النفس وينتهي عند الصور المختلفة التي ممكن من خلالها ان ندعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والأقصى الشريف.

كنوع من أنواع الإيجابية نحو القضية ... بدات أقطع بعض من هذه الاديوهات وانشرها على الفيس ... وضغطّ الملف الصوتي كله وحاولت نشره ... لكن الاهتمام بالقضية لم يكن بعد بالشيء الجوهري في حياتي ... بدأ تفكيري يختلف في الحياة بشكل عام مع المرحلة الجامعية وازدا الامر بعد التخرّج ... إلى ان وصلت إلى الرغبة في الدخول في مجال التدريب والتوعية والتطوع ... واذكر موقف حدث لي في مقابلة شخصية لإلتحاقي بقسم التدريب في الشركة التي اعمل بها ... عندما سألوني عن طموحي ؟ وأبلغتهم ان احاضر الشباب في ساقية الصاوي (مركز إجتماعي ثقافي بالقاهرة) عن القضية الفلسطنية واتولى توعيتهم بالقضية ... اذكر اني كنت اتحدث عن هذا الامر بمزيد من الحماسة ظهرت بوضوح ... وجاء أحد تعقيباتهم في تقرير التقييم الذي أستلمته فيما بعد وأعتقد ... بل هو بالفعل عائد على الموقف الذي
ذكرت فيه رغبتي في توعية الشباب بالقضية وكان التعقيب بالتقرير كالتالي
Balances energy and enthusiasm with a logical and reasoned approach

"موازنة الطاقة والحماس مع نهج منطقي ومعقول"

لم أكترث كثيرا بتعقيبهم فأنا أدري بنفسي وبما اريد ان انجزه منهم ... التحقت بكورس تدريب المدربين في مايو 2011 كخطوة تأهيلية للإستعداد للإلتحاق بقسم التدريب في الشركة إن قّدر لي... فُتح لي طريق جديد في هذا الكورس وهو مجال تدريب المهارات التنموية البشرية ... بدأت أمارس التدريب كنشاط توعوي وتطوعي على فترات... من ضمن الوسائل التي كنت أتبعها لتوعية نفسي _ حتى استطيع توعية الاخرين من خلال نشاط التدريب_ الافلام الوثائقية فهي وسيلة شيقة وغنية بالمعلومات واسهل وابسط في توصيل المعلومات ... بدأت أجمع الأفلام الوثائقية عن اهم الاحداث التي حدثت في العالم ... ومن ضمن الافلام التي شاهدتها كان فيلم الجزيرة الوثائقي (حرب النكبة) ... الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية من البداية وعن كيفية ظهور الورم المسرطن الصهيوني في قلب الأمة الفلسطيني.

صادف ذلك التوقيت الحرب الاخيرة على غزة 2012 الحرب التي اطلق عليها الصهاينة عامود السحاب وأطلق عليها الفلسطينيون حجارة السجيل وقد كانت بحق حجارة سجيل على الاسرائيلين ...فقد ابهرت حركة المقاومة الاسلامية حماس و ذراعها العسكري كتائب القسام العالم بصمودهم وردة فعلهم القوية بضرب تل ابيب ومواقع الاسرائليين بالقدس بصورايخ M75
وهذا ما لم يحدث منذ ال التسعينات على حد ما سمعت.


قبل هذا الحدث كنت انوي تناول القضية الفلسطينية كمجال توعوي ولكني لم اكن امتلك مصادر كافية او مناسبة استقي منها المعلومات ... بدأت أبحث عن مصادر على الانترنت استقي منها معلومات ورزقني الله بهذا الموقع العبقري
:
http://www.palqa.com/

فهو يتميز بإحتوائه على كل كبيرة وصغيرة وبشكل مفصل عن تاريخ وواقع القضية الفلسطينية وأضف إلى ذلك الفيديوهات المبسّطة والشيقة التي تعرض القضية في دقائق معدودة.

أعتبرت هذا الموقع ثروة وهو كان نواة انطلاقتي الحق في تحقيق ما ابتغيه .. في هذه الفترة كنت اعطي دوة تدريبية في مجال خدمة العملاء للطلاب ضمن المهرجانات الطلابية بكلية الهندسة – جامعة القاهرة ... أعتدنا ان نناقش الاوضاع العامة عالميا ومحليا قبل البدء في كل مرة نلتقي فيها ... رزقني الله بموقع فلسطين سؤال وجواب قبل موعد اللقاء الاخير بكورس خدمة العملاء... قررت ان اتحدث معهم عن فلسطين وعن القضية الفلسطينية واكتفيت بعرض فديوهين عليهم وكانوا كالتالي:




رغم بساطة الموقف ... إلا إني فرحت كثيرا بما فعلت ... فأخيراً نفذت ولو بشكل مبسّط ما كنت ابتغيه من زمان .... من ضمن التوصيات التي تعلمتها من هذا الموقع فيما يخص كيف ننصر فلسطيبن؟ كان
http://www.palqa.com/index.php?module=help_palestine

التحرك بشكل جماعي وليس فردي في الامور التي نهتم فيها بشكل عام ... ولذلك قررت ألا أتحرك بشكل فردي في اهتمامي بقضية فلسطين ... أخذت ابحث عن مؤسسات او جمعيات او انشطة تهتم بتناول القضية... رزقني الله ببعض هذه المؤسسات ... وفُتحت لي قنوات مميزة فيما اردت ... ومع البحث العفوي على الفيس بوك ... صادفت الإعلان التالي:


شاهدت الإعلان الأنثنين 3/12/2012 في تمام الساعة 11.40 مساءاً أي قبل انتهاء المدة المحددة ب 20 دقيقة، تحمست فوراً دون تردد وأرسلت ميل فوري دون تفكير للشخص المذكور اسمه بالبيانات المطلوبة للإشتراك بالرحلة ... بهدف ونية واحدة هي زيارة أرض فلسطين والصلاة على أرضها ومعايشة الواقع من هناك لأول مرة ... وصلني رد في اليوم التالي على الميل الذي ارسلته  وطُلب مني دفع قيمة الاشتراك من خلال وسائل متنوعة أخترت منها وسيلة الحساب البنكي ... وبالفعل دفعت قيمة الاشتراك ... وقمت بعمل Scan لإيصال الدفع وأرسلته للشخص المسئول عن تنظيم الرحلة وجائني الرد بعدها يوم الاربعاء 5/12/2012 بأن التجمع الجمعة 7/12/2012 الساعه 11 م أمام المستشفى القبطي و التحرك في تمام الواحدة 

رغم سعادتي الغامرة بهذه الخطوات وأقتراب موعد الرحلة إلا انه لم يغب عن ذهني أمر غاية في الاهمية .... وهو كيف سأبلغ أهلي؟ وهل سأبلغم ام لا؟ وإن أختارت ألا أبلغهم ... بم سأفسر غيابي وعدم بياتي بالمنزل ليلة السبت موعد الرحلة ... لا مفر من الأعتراف او أختلاق أمر ما ... فكرت في المصارحة ولكن شيئا ما بداخلي أكد لي أنهم سيمانعون ممانعة باتة ولن يوافقوا مهما حدث ... وذلك لأرتباط ذِكر غزة بالدمار والجهاد والقذف الجوي حتى بعد التهدئة الأخيرة بعد حرب حجارة السجيل... قررت أن أبلغهم انها رحلة لشرم الشيخ يوم واحد صد رد ... وبالفعل ابلغتهم على مضدد انها رحلة لشرم الشيخ ... أعترضوا مبدئيا نظراً لعدم الأستقرار الحادث بالبلد في هذا التوقيت ... أبلغتهم ألا يبالغوا في خوفهم وانه يوم ترفيهي وسأذهب واعود بخير إن شاء الله ... نجحت في إقناعهم ... شعرت بقليل من القلق حيث اني ذاهب وحدي ولا أعرف اي شخص ممن سيذهبون للرحلة ... ولا أنكر ان الصورة التقليدية المنتشرة والتي تربط زيارة غزة بأفتراضية الموت لم تغب كأفتراض او أحتمال عن ذهني ... إلا أنها لم تمتد لما هو أكثر من ذلك ولم تمنعني من الذهاب ... 


أقترب موعد الرحلة  وتخيلوا معي الأحداث كالتالي ... فهذه أشيق 48 ساعة في حياتي حتى الأن:

اليوم هو الخميس 6-12-2012 والتوقيت مساءاً وانا في سريري أستعدادا للنوم بشكل كافي لأن السفر مساء غداً الجمعة ... جائني تليفون من زملائي بحزب مصر الذي يرئسه أستاذي الكبير د.عمروخالد والذي انا أحد أعضائه ... المهم تم أبلاغي في المكالمة ان غدا سيجتمع بنا د.عمرو خالد في منزله، لأنه يريد ان يستمع لنا وعن اراءنا تجاه الحزب وعن ما يحدث بالبلد في هذا التوقيت (أزمة الأعلان الدستوري والدستور 2012) ... تعارض موعد الأجتماع مع موعد عملي يوم الجمعة ... قمت بعمل أتصال ونسقت اليوم بحيث يكون كالتالي: سأصلي الجمعة بالشيخ زايد وأحضر الأجتماع في تمام الواحد ظهرا على ان اكون بالعمل بالمهندسين في تمام الخامسة مساءاً واحصل على أستأذان من العمل في تمام الحادية عشر مساءاً واتوجه لموقع التجمع من اجل الأنطلاق لرحلة غزة ... هذا كان افضل تصور ممكن حتى  لا أخسراي نشاط في هذه ال 48 ساعة سواء مقابلة د.عمرو او ساعات عملي او رحلتي ... وسار الامر كما تخيلت وخططت ...

أستيقظت صباح الجمعة وأستعديت لأافضل 48 ساعة في حياتي ... توجهت لحي الشيخ زايد ... وصليت الجمعة هناك ... ثم توجهت لفيلا الدكتور عمرو خالد ... قابلت امام بوابة الفيلا د. أحمد جمال الدين وزير التعليم السابق وهو عضو الهيئة العليا للحزب ... توجهت إليه وسلمت عليه ورحب بي وبالمجموعة التي كنت معها كثيراً ... ثم دخلنا من بوابة الفيلا ... الأجتماع موقعه كان في حديقة الفيلا ... كانت هناك حلقة على هيئة نصف دائرة يجلس عليها بعض أعضاء الهيئة العليا للحزب وامامهم مجموعة كراسي منظمة بحيث تكون امام هذه الحلقة ...

توجهت فورا للصف الاول وحجزت كرسي بالمقدمة ... قالبت عض الأصدقاء وتم أبلغنا ان دكتور عمرو سينضم لنا حالاً.... كانت لحظات في منتهى الروعة لحظات وساقابل الشخص الذي اثر في شخصيتي وتفكيري وكان سبباً في توجهي الفكري والحياتي وسبب معرفتي بالمزيد من القضايا والسبب في رحلتي للعمرة بعام 2010 ... إنه شيء كبير جدا بالنسبة لي ...

دقائق معدودة وأنضم لنا د.عمرو القى السلام علينا ورحب بنا في منزله ودعانا لتناول بعض المقبلات وحملها بيده واقترب من الموقع الذي اجلس فيه ... لأول مرة يكون بهذه الدرجة من القرب مني وقفت وأبلغته انني اريد انه أحضنه ... أبتسم واخذني في حضنه ... وأبلغته انه أهداني مسبقا رحلة عمرة نتيجة مشاركتي بأنشطة المنتدى الخاص به في المرحلة الرابعة من صناع الحياة ... تفاجأ وأبتسم ... ثم أخذ يسلم على الجميع ويلتقط معهم الصور وبالطبع أخذت صورة معه ...



ثم بعد ذلك أبلغنا بالاستعداد لبدء الأجتماع ... أنضم د.عمرو لمجموعة الهيئة العليا للحزب وطلبوا منا ان يسمعوا أرائنا وأنتقادتنا للحزب وللوضع العام للبلد بشكل عام ... كنت ثاني شخص يشارك في التعبير عن رائيه ... عبرت بمنهتى الصراحة عن كل شيء أريد ان أتحدث عنه وتحدثت عن ثلاث نقاط وهي 1-إثناء لدكتورعمرو خالد على الدور العام وشجاعته في الدخول في مجال السياسية وتمثيل قطاع كبير فاقد الثقة في الامل وفي النخبة، 2- أنتقدت غياب مشروع واضح يحركنا كحزب رغم الرؤية التنموية السياسية الجوهرية والقيمة للحزب وختمت كلامي 3- برائي الشخصي في الوضع العام للبلد والسبيل للخروج من الأزمة .. وتلخص رائيي في عدم مكابرة رموز المعارضة والتجاوب مع الدعوة للنقاش والتفاوض من طرف الرئاسة وكسب الرأي العام والوصول لحل وسط يجمعنا كلنا.

أستمعت الهيئة العليا لبقية الأراء بصدر رحب ... وأنهينا الاجتماع بروح متفائلة ووضعنا ملامح للانشطة التنموية التي سنقوم بها وللطرق والوسائل التي سنستخدمها ونتبعها لتحقيق مبتغانا ... صلينا العصر مع د. عمرو وختمت زيارتي معه بإبلاغه أني سازور غزة الغد ... تفاجأ وتمنى لي السلامة وابلغني بالسلام لأهل غزة ... وطلبت منه حضن أخير تبسم وقال لي: حبيبي، حضنته بشدة ثم تركته يناقش البعض وأنصرفت بعدها بقليل ...حتى أستطيع ان اذهب إلى شغلي في الموعد المطلوب ...
ذهبت إلى العمل وقضيت ساعات عملي بالشكل الطبيعي ... ومن الامور الجديرة بالذكر في هذا الموقف أني أخبرت أحد الأصدقاء المقربين لي بالعمل بما انوي فعله بالتفصيل من حيث زيارتي غزة ... وأخبرته اني لم ابلغ اسرتي ... وانني إن شاء الله إن سار كل شيء كما هو مخطط له بإذن الله فإني سأكون فجر الأحد بمصر ... فإن لم يتلقى مني أتصال حتى مساء الأحد فعليه ان يخبر أسرتي بما فعلت وبالموضوع كله بكل تفاصيله ... فكرت في ذلك كخطوة عقلية أفتراضية في حالة لا قدّر الله حدث أي مكروه ... كذلك بحثت على الانترنتوطبعت خريطة غزة التفصيلية وبحثت عن موقع الأحتفالية وعلمت انه بساحة الكتيبة الخضراء وموقعها مدينة غزة ، أحد مدن قطاع غزة ... وهم بالترتيب للقادم من مصر كالتالي (رفح- خان يونس- دير البلح و الصيرات- مدينة غزة-  وبيتلاهيا وبيت حانون )

غادرت عملي ومعي شنطتي _ وبها جواز سفري وعلم مصر وعلم فلسطين وشال فلسطين وكاميرتي _ وذلك في تمام الحادية عشر توجهت إلى موقع التجمع امام المستشفى القبطي



وجدت الكثير مجتمعين هناك، من الأمور المفاجئة لي اني لاحظت تواجد الكثير من العنصر النسائي الأسلامي الملتزم والذي سيذهب معنا في الرحلة ... وجدت كذلك مجموعات من الرجال سلمت على احد المجموعات هناك وتعرفت عليهم ... وبدأت أئلف جو الرحلة ...

تعرفت كذلك على شاب اتى بمفرده نفس حالتتي وكان رفيق السفر وكان يُدعى وليد .... أخذت اتحدث معه وعرفت انه لم يخبر اسرته كذلك وان هذه ليست الرحلة الاولى له إلى غزة وان له خبرة بالسفر عبر الأنفاق ... دردشنا سويا حتى صعدنا إلى الاتوبيسات تقريبا الساعة 12.15 ص فجر يوم السبت ... المجموعة كلها تكونت من خمسة اتوبيسات ... تحركنا في تمام الواحدة والنصف ... علمت ان أغلبية المسافرين منتمين إلى جماعة الأخوان المسلمين ... من خلال النقاشات الدائرة وبعد معرفتي ان منظم الرحلة منتمي للجماعة ... حدث ان مرت الأتوبيسات من امام قصر الأتحادية الرئاسي ومرت من أمام المعترضين على الإعلان الدستوري ... أعتقد انهم عرفوا ان بالاتوبيسات ممثلين للأسلامين _ كما يقال _ من خلال الدقون واللبس الأسلامي الملتزم للعنصرالنسائي بالرحلة... قابلوا الاتوبيسات اثناء مرورها من امامهم بالأستهجان والاشارات المسيئة والمهينة ...

والحمد لله لم يتطور الموقف لما هو اكبر من ذلك ومؤكد انه من الغباء ان يمر السائق من هذا الطريق وهو يعلم ما يمكن ان يترتب على هذا ولكن الحمد لله مر الموقف على خير

من الأمور الجديرة بالذكر أثناء الطريق أننا عبرنا كوبري السلام فجراً وهو أول  جسر معلق فوق   قناة السويس، يربط آسيا وأفريقياشبه جزيرة سيناء بباقى الأرضي المصرية ... بعد ان عبرناه ووصلنا ارض سيناء وقفنا في انتظار سيارات الجيش لتأمينا ... بسبب الأزمة الامنية الحادثة في سيناء ... اتت سيارات الجيش وأستكملنا الطريق ...

أشرقت الشمس علينا في العريش ... وحدث في هذه الاثناء ان قام أحد الشباب الذي زار غزة مسبقا ولديه من الخبرة والمعلومات عن غزة ... وأخذ يخبرنا ببعض المعلومات الهامة عن قطاع غزة ... فأخبرنا أن أهل غزة لا يريدون ان يأتوا إلي سيناء ويستقروا بها كما يسوق لنا الاعلام المنافق ... حيث أنهم مرتبطون بارضهم جدااا ... كما ان الحياة بغزة لها مميزات فهم محققين للإكتفاء الذاتي من الخضروات ... حيث يكفي كل مواطن بغزة يومياً 4 كيلو من الخضروات ...

كما انهم يخططوا لإتباع أسلوب إعادة تدوير المخلفات بكل انواعها تقريباً... كما ان حركة حماس بعد ان نجحت في الفوز بالانتخابات داخل قطاع غزة أتبعت الاسلوب العلمي في إدارة القطاع ... فمثلاً إذا كان لديك قطعة ارض وتريد ان تزرعها ... تذهب لقطاع معين بالحكومة ...ويحددوا المحصول الذي ينقص قطاع غزة ويبلغوك كيف تزرعها... ويساعدونك بعد الحصاد في تسويق المحصول ... أبلغنا كذلك ان الأطفال بغزة لديهم ققدر كبير من الوعي والجدية .. ففي احد زياراته للقطاع كان الاطفال يسألونه كم  هو المجموع المطلوب لدخول كلية الهندسة او الطب بمصر ...

وختم كلامه بالكرم وواجب الضيافة الذي يتميز به اهل غزة فضلا عن حبهم الشديد لأهل مصر تحديدا ... للعديد من الاسباب وأهمها أعتقادهم ان جيش تحرير فلسطين سيخرج من مصر بإن الله.

وصلنا بعد ذلك أحد الأستراحات في العريش وأتصلت بي والدتي للإطمئنان علي، وطمأنتها وكانت هذه اخر مرة أتحدث معها حتى دخولي وخروجي من غزة ...

غادرنا الأستراحة ووصلنا معبر رفح في تمام الساعة 9.40 ص




وبعد إستكمال الاجراءات وختم جوازات السفر دخلنا غزة تقريبا الساعة 10.30 ص ...



المشهد كان مهيب جدااا ... وتداخلت الاحاسيس والصور والتخيلات عن هذه الارض التي كثيرا ما شهدناها وسمعنا عنها بالتلفزيون والتي هي جزء من ارض فلسطين المقدسة المذكورة في القرءان ... أخيرا نحن على هذه الارض في الواقع وبأنفسنا ... بمجرد ان عبرنا بوابة المعبر ودخلنا غزة وجدت كل من بالاتوبيس يكبر تكبيرات العيد وكاننا أتينا فاتحين للقدس ... يا له من أحساس ... الاحساس كان رائع ومهيب ... الله اكبر الله اكبر الله أكبر لا اله إلا الله .... الله اكبر الله اكبر ولله الحمد أخذنا نهلل ونكبّر أحتفالاً بدخولنا غزة ...



الارض لها روح مختلفة ورائحة مختلفة على جنبات الطريق كان يتواجد أطفال وشباب ورجال غزة ... لوحنا لهم بأيدينا سلاما لهم ورحبوا بنا كثيرا وكانوا يبادلونا السلام وحركات النصر



أخرجت علم مصر من شنطتي ولوحت به من شباك الاتوبيس _ الذي يقلّنا داخل قطاع غزة _ ورفرفر العلم في غزة ... حدث ان مر بجانبنا اتوبيس يقلّ بعض شباب غزة ومتجه مثلنا لساحة الكتيبة الخضراء ... لحضور الأحتفال ال25 لأنطلاقة حركة المقاومة الأسلامية حماس ... اقترب هذا الاتوبيس منا وأعطانا أحد الشباب علم حماس وبعدها طلب مني علم مصر ... أعطيته إياه ...

كان معنا بالاتوبيس مشرفين على رحلتنا من جهة حكومة حماس ... وعبر الطريق كانوا يبلغوننا بالأماكن التي تعرضت للقذف في المرة الأخيرة ...






وكان على جنبات الطريق بعض قوات المقاومة المسلحة كتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة حماس وذلك بمناسبة الاحتفال ال 25 للمقاومة ... تم توزيع علينا شالات خضراء رمز حركة المقاومة حماس ...

في الحقيقةالجو العام كان مشابه لليوم الذي نزلنا فيه إلى ميدان التحرير بعد تنحي مبارك ... مع إضافة النكهة الفلسطينية بكل أبعادها وكاريزمتها للموقف ...



فغزة كلها أكتست باللون الأخضر لون المقاومة وكانت متجهة لساحة الكتيبة الخضراء موقع الأحتفال ... من الأمور الجديرة بالذكر إننا مررنا أثناء الطريق على المنطقة التي كان يسكن بها الشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس .. وكذلك ممرنا على المنطقة للسكنية للشهيد أحمد الجعبري الذي تم أغتياله مؤخراً وكان أغتياله سبب الحرب الأخيرة (حجارة السجيل).

وصلنا إلى الساحة الخضراء تقريبا 11.15 ص ...



 قبل نزولنا من الأتوبيس  حدث أن نبهنا احد المشرفين الفلسطينين من ان نلتزم بالسير ضمن المجموعة وألا يستقل احد بنفسه بعيدأ عن المجموعة ... ونبه تذكروا انكم في فلسطين وأننا لسنا بمصر ... واضح انه كان عارفنا كويس ... أكدنا له جميعا اننا سنلتزم بالتواجد والسير ضمن المجموعة واننا لن نذهب بعيداً  رغم رغبتنا في شراء بعض التذكارات من غزة ...

بمجرد ان نزلنا من الأتوبيس أمطرت السماء بغزارة شديدة ... وكأن أهل السماء يشاركوننا أحتفالنا بفلسطين ... نزلنا جميعا من الأتوبيس وتتوجهنا نحو الساحة الخضراء ... كان هناك مجموعات كبيرة من الفلسطينين يحملون الاعلام الخضراء ويتجهون نحو ساحة مسرح الأحتفال ...  بمجرد ان يسمع احد المارة لهجتنا يسألوننا مصريين؟؟؟ نبلغهم نعم، ثم يرحبوا بنا كثيرا ويبلغونا السلام لأهل مصر...



أثناء السير في اتجاه الساحة أخرجت العلم الفلسطيني من شنطتي ورفعته عاليا بكلتا يدي من خلف رأسي ... وفجأة وجدت المجموعة المصرية التي اسير فيها تهتف وتقول: (قوة عزيمة إيمان رجالة مصر في كل مكان) ... وجدت نفسي أهتف معهم بأعلى صوتي ... ثم تعالت الهتافات من نواحي مختلفة ... ثم صمت من حولي ... تشجعت واستعرت بعض الهتافات من حولي ... ووجدت نفسي اهتف وأقول: (بنرددها جيل ورا جيل ... تسقط تسقط إسرائيل) والفلسطينيون والمصريون المحيطون بي هتفوا وكرروا ورائي ... شعرت بسعادة بااااااالغة بعد ان فعلت هذا ... فلقد هتفت ضد إسرائيل من على ارض غزة.



أخذنا نقترب من ساحة ألاحتفال ... إلى ان وصلنا .. وساعدتنا الشرطة الفلسطينية بتيسير السير وسط الزحمة حتى وصلنا بالقرب من المسرح ... صادف دخولنا إلى المسرح دخول القادة مشعل وهنية والمرزوقي والمتحدثين بأسم كتائب عز الدين القسام. المسرح كان على هيئة صاروخ مجسم وسط أسوار عكا .... 



وهي رسالة ضمنية إلى إسرائيل بان المقاومة قادرة على دك إسرائيل وتوصيل مدى صواريخ المقاومة حتى اسوار عكا من خلال الصوواريخ الجديدة محلية الصنع M75 والتي تصل إلى مدى 80 و 85 كيلو متر والتي تم استخدامها في قذف تل ابيب والمدن الاسرائيلية بالقدس في حرب حجارة السجيل...

أثناء مرور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وبقية قادة المقاومة على المسرح وتحية كل جانب .... بمجرد ان اتوا إلى الجانب الذي نقف عنده ... هتفنا وقلنا: (يا مشعل قول لهنية ليك من مرسي الف تحية) رحب بنا واشار بيده فوق رأسه تقديرا وترحيباً بنا ...





وبعد تحية كل الحضور ... تم تقديم المتحدثين بأسم كتائب عز الدين القسام لألقاء كلمتهم بالأحتفال ...

من المواقف الجديرة بالذكر في هذا الموقف انه أثناء كلمة المتحدث بأسم كتائب القسام ... قام بتقديم الشكر لعدد من الدول لوقوفهم بجوار غزة في الأزمة ولم يذكر اسم مصر ضمن أوائل الدول ...



أعترضت المجموعة المصرية التي كنت ضمنها وهتفنا بصوت عالي مصر .. مصر .. مصر .. لدرجة انه توقف عن التحدّث ... ونظر لنا .. سكتنا بعد النظرة بلحظات ثم عاد وأستكمل حديثه وذكر مصر أثناء حديثه ووجه لمصر الشكر...

الحشود كانت كبيرة جدا لدرجة اننا كنا نقف ملتصقين في بعضنا البعض والارض نتيجة للمطر كانت مليئة بالطين مما ادى إلى أنغماس أحذيتنا بشكل شبه كامل في الطين ... ولكننا كنا سعيدين بذلك ...




كان الظهر قد حان موعده ... أخبرني احد الزملاء بالتوجه لأقرب مسجد للصلاة واخبرني اننا سنصلي الظهر والعصر قصر ... تذكرت كلام المشرف الفلسطيني عن الرحلة ولكن قلت هي الصلاة وسنصلي في اقرب مسجد ونعود فوراً ... وافقته وتوجهنا للصلاة ..

قابلنا بعض ممثلي الشرطة او المقاومة زيهم كان اسود وقمنا بألتقاط الصور معهم ... 




ثم ذهبنا إلى المسجد ... تيممنا نتيجة لإنقطاع الماء .. وصلينا الظهر والعصر قصر كما ذكرت ... واثناء خروجنا من المسجد أخبرني زميلي برغبته في شراء شريحة أتصال للمحمول لأجراء أتصالات ببعض الأصدقاء بغزة ... ذكّرته بكلام المشرف الفلسطيني للرحلة فأخبرني اننا لن نبتعد كثيرا عن محيط ساحة الأحتفال .. وافقته ولكنني لاحظت اننا نبتعد ... مقابلتنا للبعض ممن كانوا معنا بالرحلة في الطريق شجعني على التجول بالمدينة بالأضافة إلى رغبتي في شراء زيت الزيتون الذي تتميز به فلسطين والذي وصاني به الكثير وكذلك رغبتي في شراء تذكارات لزملائي واسرتي...

وبالفعل تجولنا...

للأسف واجهتنا عقبة عقبة أختلاف العملة .. حيث ان العملة السائدة هناك هي الشيكل الأسلرائيلي وللمعلومة ال 100 جنيه مصري تساوي 60 شيكل اي ان الشيكل يساوي 1.40 قرش ...للأسف لامفر من وجود شيكلات أسرائيلي او دولارات أمريكية... ولم أستطع الذهاب للأي مصرف لتبديل العملة نظراً لأبتعاد اقرب مصرف عن المنطقة التي كنت أتواجد بها ... للاسف لم أستطع شراء أي شيء سوى تذكرات قليلة جدا من احد المحلات التي قبلت العملة المصرية مننا وكتحية لنا

من الجدير بالذكر وأذكرها للمرة الثانية أنه بمجرد ان ينظر إلينا البعض او يستمع لأي كلمة مننا حتى ولو بالصدفة عبر الطريق ... نلاحظ انهم يتوقفوا فجاة ويسألونا مصريين ؟ نجاوبهم نعم ... يرحبوا بنا كثيرا ويسألوننا هل انتم مؤيدين للرئيس مرسي اممعارضين ؟؟ حتى الاطفال !!! .. ترحيب وحب شديد للمصريين لم اقابله في حياتي ...

أستكملت التجول مع زميلي .. وأخبرني انه يريد ان يعزمني على سندوتش .. أقتربنا من مطعم للشاورما ... طلبنا سندوتشات شاورما ... وكالعادة بمجرد ان علموا اننا مصرين، رحبوا بنا كثيراجدا وأخذوا يتحدثوا معنا عن مصر وعن حال مصر وطلبوا منا ان نسلّم لهم على كل اهل مصر ...عبّروا عن حبهم الشديد لنا ... وبعد ان انتهينا من تناول السندوتشات ورغبنا في ان نحاسبهم ... ورغم اصرارنا على الدفع إلا انهم رفضوا تماما ان يأخذوا منا اي نقود ... التقطنا بعد الصور مع شباب المطعم وتبادلنا إيميلات بعضنا البعض وأتفقنا على التواصل




انصرفنا بعد ذلك من المطعم... وعدنا إلى موقع بالقرب من الاحتفال ... ولا تستطيع ان تشعر بالغربة في غزة ... تشعر وكأنك وسط اهلك ... حتى وانتواقف وحدك ... تجد من حولك يسئلونك مصري؟ ويقفوا معك ويشعروك انهم لديهم رغبة شخصية في الحديث معك ...

من الأشياء الجديرة بالذكر في هذا الموقف  ... وقوفي بمع بعض الشباب الصغير سناً ... لأحظت ان اغلب الاطفال والشباب الصغير يحفظ القرءان ولديهم قدر من الذكاء والجدية والنباهة ماشاء الله ... واسئلتهم اكبرمن سنهم تدل على وعيهم ومتابعتهم للأحداث الجارية ...




فكل من قابلناه من اهل غزة من اطفالها ورجالها على دراية بأزمة الاعلان الدستوري وأزمة الدستور ... وعلى دراية كذلك بنقد البعض منا للدكتور مرسي لوقوفه بجوار غزة وكأنه متفرغ لشؤنها ومهمل لشئون مصر ... وسألني أحدهم هل انتم حزينون لوقوف مرسي بجانبنا؟ جاوبته بيقين وثقة تامة (طبعاً لا) المنافقون من مصر هم من يعارضون ولكن اغلبية الشعب المصري مع فلسطين بأكملها ونحن عاشقين للشعب والارض الفلسطينية ... أكدوا لي انهم كذلك يحبون مصر بشدة

دقت الساعة الثالثة عصراً ... وهو موعد تجمعنا للمغادرة ... توجهت لمكان الأتوبيس ...  ووقفت أدردش مع بعض الشباب الفلسطيني امام الاتوبيس إلى ان اجتمعت المجموعة المصرية  ثم صعدت إلى الأتوبيس ...

وتوجهنا إلى شاطئ غزة لتناول وجبة الغداء ... قابلت هناك رجل مسن بالزي العربي،اقتربت منه وسلمت عليه وعلمت انه فلسطيني مصري ...



دردشت معه عن فلسطين وعن الوضع العام لنا جميعا كعرب وكمصر وعن السبيل لنصرة الاقصى ... وأن تثقيف الناس خصوصا الشباب بالقضية وابعادها هو اول الطريق لنصرة فلسطين فالجهل هو العدو الاول حقاً كما يقول موقع الألكتروني فلسطين سؤال وجواب:http://www.palqa.com/

بعد ان أنتهينا من حديثنا سلمت على هذا الرجل وانطلقت لألتقاط بعض الصور على شاطئ غزة 




انصرفت بعدها لتناول الغداء امام البحر، الوجبة كانت جميلة وطعم الاكل كان مميز لذيذ ومختلف، فالخبز مختلف تماما عن خبز مصر تشعر أن خبز غزة مخبوز بمزيد من الضمير... بعد ان انتهيت من تناول الغداء، ذهبت وتوضئت وصلينا المغرب كاملا والعشاء قصر ... ثم دقت ساعة المغادرة من غزة ... صعدنا إلى الاتوبيسات واخبرنا احد المشرفين انه قد نذهب للتسوق من اسواق غزة إن سنحت لنا الفرصة ..

ولكن المشهد في الاتوبيس لم يكن مشجعاً تماما ... فالأغلبية تعمقت في النوم بمجرد ان صعدنا للأتوبيس كما ان الوقت تأخر وعلينا ان نلتزم بمواعيد العمل بالمعبر ... وبالتالي توجهنا إلى معبر رفح مباشرة  للعودة إلى الوطن ... من الجديربالذكر انه أثناء طريق العودة أبلغنا احد المشرفين الفلسطينين بعض المعلومات عن الحرب الاخيرة على غزة 2012 وأخبرنا ان المقوامة نجحت في إسقاط طائرتين احدهما استطلاع والاخرى طائرة حربية سقطت بالبحر ... ولكنهم نجحوا في أستخراج اجزاء منها وانه قد تكون هناك أخبار عن أسر طائرها ... ولكنها معلومة غير مؤكدة ... ولكني اتوقع انه قد تم اسر قائدها لأن قائد المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أثناء حديثه ذكر ان الاسرى ستتحرر بنفس الطريقة التي تحرر بها الأسرى السابقون إن شاء الله في إشارة إلى صفقة جلعاد شاليط لتبادل الاسرى والله اعلى وأعلم.

أستكملنا الطريق ووصلنا معبر رفح الساعة 8 مساءاً تقريباً ... ونزلنا من الاتوبيسات ودخلنا صالة الانتظار الخاصة بمكتب جوازات معبر رفح




وأستلمنا جوازات السفر وخرجنا إلى الجانب المصري وصعدنا إلى الاتوبيسات التي ستنقلنا إلى القاهرة ... 

أول شيء فكرت فيه هو ان أتصل بالعائلة لأطمئنهم لأنهم من المؤكد حاولوا الاتصال بي كثيرا ولكنهم لم يستطيعوا الوصول لي نظراً لأني خارج الحدود المصرية ... بالفعل اتصلت بهم وطمأنتهم وكانوا قلقين جدااا ... أخبرتهم ان الشبكة كانت واقعة وبمجرد ان عادت اتصلت بهم مباشرة ...

 تحركت الاتوبيسات إلا اننا وقفنا في العريش ما يقارب الساعة والنصف ... في أنتظار وفد ماليزي خارج من رفح للإنضمام لنا ليتم تأميننا جميعا من طرف الجيش نظرا لقلة قوات الجيش التي تتولى التأمين وذلك لانه لابد من تأمين الأتوبيسات السياحية من طرف الجيش حتى الخروج من سيناء.

وصلناالحمد لله القاهرة سالمين أمنين وتحديدا ميدان رمسيس وذلك في تمام الرابعة فجر الأحد ... سلمت على رفقاء الرحلة وأنطلقت في تاكسي إلى المنزل ... الفامليا كانت نائمة ... أفرغت محتويات الشنطة ... وأستعديت للنوم ... في صباح اليوم التالي قابلت والدي ووالدتي ... سألوني كيف كان يومي وأخبرتهم انه كان يوم جيمل جداا وبالطبع لم اتطرق لأي تفاصيل ...

شعرت برغبة شديدة في الاعتراف، فأنا اريدهم ان يشاركوني فرحتى، هم أولى شخص اخر ... أخبرتهم مساءاً أني اود ان أبلغهم بشئ هام ولكن عليهم ان يقدّروا أني أختارت ان أصارحهم ... صلينا المغرب وطلبوا مني ان اخبرهم ما اود ان أخبرهم به ... بدأت حديثي بأني لم أكن في شرم الشيخ ... أستغربوا قليلاً!!! وقالوا لي اين كنت؟؟؟ ... أخبرتهم أني كنت في غزة!!!! ... من خلال رحلة نظّمها التحالف المصري الدولي لرفع الحصار عن غزة ... وأخبرتهم أني وددت كثيراً ان اخبرهم قبل السفر ولكني كنت على يقين انهم لن يوافقوا ... أستغربت بشدة من رد فعلهم!!! ... وخصوصا أمي!!! ... فهي أخبرتي أنها كانت تود لو أني اخبرتها حتى تأتي معي!!! ... شعرت بأرتياح شديد لرد فعلهم وراحة وفرح أكبر بعد ان صارحتهم وتفهموا الموقف...



من أكثر الأمور التي أستفادتها من هذه الرحلة ... هي اني عشت ورايت حال الفلسطينين على الطبيعة... وليس على التليفزيون ... فضلا عن ضرورة زيادة الشعور بالجدية في الحياة



وان هناك واجب علينا تجاه الفلسطينين مع واجبنا تجاه نهضة وطننا بالتأكيد... من المكاسب كذلك، القنوات التي فُتحت لي من خلال المشرفين الفلسطينين وبعض الشباب بغزة والذين اصبحوا اصدقاء لي وهناك تواصل بينا وكذلك من خلال بعض الشباب الذي يشاركني الرغبة في تدعيم شعب فلسطين بطرق مختلفةوالتي منها عمل أنشطة تعليمية وتوعوية تبادلية بينا وبين الجامعات بغزة إن شاء الله ... هي رحلة استفادت منها كثيراً رغم أنها كانت لمدة ساعات معدودة.

1 comment:

Rabab Nour said...

بارك الله فيك و أكثر من أمثالك